هانئ حسين مباشر
هانئ حسين مباشر


حكـــاية وطـــن:  تعرف.. أحمــد زكـــي أبـــو كنيـــز!..

هاني مباشر

السبت، 29 يونيو 2024 - 02:50 م

 بقلم / هانئ حسين مباشر

● "الدكتور أحمد زكي أبو كنيز"..
ربما لا يعرف الغالبية هذا الإسم أو من هو!..
لكن بمجرد أن تتطلع على سيرته الذاتية إلا وتجد نفسك ليس أمام 
مجرد عالم او أستاذ متخصص في علمه بل بحق رائد مجال زراعة القصب بل ويعد هو والعالم الجليل الدكتور محمد أبو بكر بخيت - رواد هذا المجال والذي يعتبرانه بمثابة مشروع  أمن قومي وغذائي ومائي عظيم، لدرجة أنهم يحفظون كل شبر في مصر مزروع فيه القصب والبنجر، وبدون مبالغة أكاد اعتبرهم بمثابة "حراس المعبد" لهذا المحصول الاستراتيجي..

بل إن "أبو كنيز" سمعى منذ فترة طويلة تنفيذ برنامج اعداد شتلات القصب وجال الدنيا ليرصد تجارب الدول الرائدة ليصبح برنامجا قوميا تتنبناه الدولة، كما عمل مع مجموعة مخلصة من علماء مركز البحوث الزراعية لإعداد مشروع الزراعة القومى الهادف إلى إعادة هيكلة الزراعة المصرية فى الأراضى المستصلحة القديمة والحديثة واراضى الوادى والدلتا وهو ما يتم بالفعل حاليا، ويحظى بالدعم المباشر من رئيس الجمهورية..

في فترة من الفترات والتي عملت فيها محررا لشؤون البيئة وشاءت الظروف ان اقترب كثيرا من "الدكتور ابو كنيز" 
خاصة في الفترة التي تولت فيها نادية مكرم عبيد وماجد جورج مسؤولية وزارة البيئة.. حيث وجدت نفسي أمام عالم جليل ومفكر راقي مهموم بقضايا الوطن  ومتطوعا لخدمة المجتمع المدنى وساعي إلى حماية البيئة والتنوع البيولوجي.. كما وجدته "اسواني نقي" وبكل القيم الجميلة لأهل أسوان ومحب للتاريخ واللغة العربية.. باختصار كان موسوعة شاملة يسعد بها من يعرفه..

منذ أيام غيب الموت "أبو كنيز" وبعيدا عن كلمات الرثاء وتقديم واجب العزاء لا لأهله وزملائه وتلاميذه بل لمصر كلها التي كان يعشقها بالأفعال لا بالاقوال.. فإن وفاة هذا العالم الجليل فتح ملف العلماء الذين لا يعرف كثير من المصريين كيفية إسهاماتهم العظيمة والتي لم يتطرق إليها أحد، ولم يسلط الضوء على أى منهم رغم مجهوداتهم الكبيرة فى أعمالهم وابحاثهم الساعية للارتقاء بالوطن في شتى المجالات، مجهودات للأسف تضيع إما بسبب قلة الإهتمام أو بعقلية موظف متحجر يعيش ويسير بلوائح عقيمة تقتل لا العلماء فحسب بل والبحث العلمي في مجمله.. 

لذا يجب على أجهزة الدولة المعنية أن تدرك أهمية العلم كمخرج وحيد للنهوض بالبلاد فى شتى المجالات، وبالتالى يتحتم عليها الاهتمام بالمنظومة العلمية فى مصر والاستفادة من العقول المصرية المتميزة لتكون عناصر أساسية لتحقيق نهضة علمية ضرورية فى عالم متسارع الخطى يؤكد أن البحث العلمى هو السبيل الأمثل لأى أمة تريد أن تتقدم وتلحق بركب الدول المتقدمة..

وبالرغم من الجهود التطويرية للبحث العلمي في مصر غير أنه لازال يواجه العديد من المشکلات والتحديات، لعل أكبرها واخطرها على الاطلاق هو تعدد الجهات الحكومية والوزارات المشرفة على تلك المراكز بدون أدنى مستوى من التنسيق أو التشاور فيما بينها، وهنا أكرر ما سبق وأن طالبت به كثيرا بضرورة توحيد المراكز البحثية تحت راية واحدة وأن تتبع مباشرة رئيس الجمهورية لتعبر عن الدولة المصرية وتخدم أهداف الجمهورية الجديدة..

ان مصر تمتلك مصر ثروة هائلة من العلماء الذين يمكن أن يكوّنوا نواة لثورة علمية فاعلة، وتضع مصر فى مكانها اللائق..

رحم الله الدكتور أحمد زكي أبو كنيز وحفظ علمائنا الاجلاء واعانهم على خدمة الوطن والنهضة به..

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة